منشق عن الجماعة الإرهابية: الإخوان ينتهجون النموذج المملوكي الذي يشتري فيه السلطان العبد المملوك في تربية الأشبال

قال طارق البشبيشي، المتخصص في شؤون التنظيمات التكفيرية، إن قيم الأشبال في تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية من الأقسام المهمة في الجماعة، موضحا أنه شرح عبر كتابه «كنت إخوانيا وأصبحت مصريا» دور القسم في استقطاب الجماعة الفئات العمرية من سن 6 سنوات إلى سن 15 سنة، و نشاط القسم في حلقات المساجد و الدورات الرياضية، والمسابقات، الرحلات.

وتابع البشبيشي: في مساجد الحي نحرص على وجود حلقات مسجدية للأطفال  نطلق عليها  (جلسات الأشبال)، تتبع قسم الأشبال في الشُّعبة ومن خلال تواجدنا في المسجد او الشارع و مع الجيران نقنع أولياء الامور بتوجيه أطفالهم لتلك الحلقات المسجدية لتحفيظهم القرآن، وتعليمهم كيفية قراءته، وبقية الشعائر التي تناسب سنهم، ويفرح ولي الامر كثيرا بهذا الامر في بداية الأمر دون علمه بعملية الاستقطاب السري التي تتم من الجماعة لأطفالهم.

وأضاف: يقوم مشرف الأشبال في المسجد بالتواصل الدائم مع والد الطفل، أو والدته حتى لا يدخل القلق في نفوسهم، ونستهدف من ذلك تربية الطفل منذ مراحل عمره الاولى بين أحضان الإخوان حتى يرتبط بهم، و لا يعرف غيرهم عندما يكبر ويصبح عضوا عاملا بالحماعة ويقسم يمين الولاء لقادتها.

وأكد البشبيشي أن هناك ملاحظة يدركها المهتم بشأن هذه الجماعة وهي أن الأعضاء، والكوادر الإخوانية التي يصعب أن تترك التنظيم رغم الفشل، وانكشاف فساد الفكرة. وخطورتها هم التحقوا بهم في سن الطفولة فاستطاعت الجماعة تشكيلهم بالصورة المثلى التي تريدها، مشيرا إلى أن هذه السنوات المبكرة في التنشئة هي أهم، وأخطر سنوات الإنسان، والجماعة تدرك ذلك تماما، وتهتم كثيرا بهذا القسم، وكانوا يقولون بأن النموذج السليم في تربية الفرد المسلم هو النموذج المملوكي الذي يشتري فيه السلطان العبد المملوك، ويتسلمه الشيوخ فيحفظونه القرآن و كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري حتى يصل لسن الخامسة عشر ثم يتسلمه المدرب العسكري الذي يعلمه فنون القتال، والحرب فلا يعرف المملوك سوى حفظ القرآن، ومهارات القتال، والولاء التام للسلطان.

واستطرد: هذا النموذج في تنشئة الطفل هو الذي كان تحبذه الجماعة التي تربي أفرادها على السمع والطاعة، و تنفيذ الأوامر، والقليل من العلم الذي يكون في اتجاه واحد، وهي تربية تصلح لتكوين المليشيات العسكرية، ولا تناسب الحياة المدنية المتنوعة، مؤكدا أن الدين حسب فهم الإخوان له، هو خليط بين التنشئة العسكرية، الولاء التام للجماعة، وهذا هو العنصر الإخواني المثالي الذي تبغيه الجماعة.